الجمعيات الأمازيغية: تراجع الناطقين نتيجة التهميش
أكدت الجمعيات والهيئات الأمازيغية أن نتائج الإحصاء العام للسكان لعام 2024 تكشف عن اختلالات كبيرة في منهجية جمع البيانات المتعلقة باللغات، حيث تم اعتماد عينات عشوائية لا تعكس الواقع الجغرافي والديموغرافي للأمازيغ، مما أدى إلى نتائج غير دقيقة. وقد اعتبرت هذه الهيئات أن هذا النهج يشكل إخلالًا بالمحددات العلمية وتوجيهًا غير موضوعي للمعطيات اللغوية والاجتماعية.
وأظهرت الإحصاءات انخفاض نسبة المتحدثين بالأمازيغية من 72.3% عام 1994 إلى 25% عام 2024، ما يعكس استمرار سياسة التهميش والإبادة الثقافية. ورغم الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية كلغة رسمية منذ دستور 2011، فإن السياسات الحالية لا تزال عاجزة عن حماية هذه اللغة التي كانت لقرون لغة الأم للغالبية العظمى من المغاربة.
تشير هذه النتائج إلى تهديد خطير بانقراض اللغة الأمازيغية، التي تعد واحدة من أقدم لغات العالم. وفي هذا السياق، تدعو الحركة الأمازيغية المجتمع الدولي، وخصوصًا منظمة اليونسكو، إلى المساهمة العاجلة في حماية الأمازيغية ضمن العشرية الدولية للغات الشعوب الأصلية (2022-2032)، نظرًا لأهميتها التاريخية والحضارية.
وتحمل الهيئات الأمازيغية الحكومات المتعاقبة مسؤولية هذا التراجع، خاصة وزارات التعليم والثقافة والشباب. وتطالب هذه الجهات بإطلاق مشروع وطني لإنقاذ اللغة الأمازيغية، وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة، مع محاسبة المسؤولين عن التقصير في تفعيل القوانين والمقتضيات الدستورية المتعلقة بتعزيز وضع اللغة الأمازيغية.
كما دعت إلى منح الجمعيات الأمازيغية الفاعلة صفة المنفعة العامة لدعم جهودها في حماية اللغة والثقافة الأمازيغية. وشددت على ضرورة تمكين المجتمع المدني من الموارد الكافية لتتبع السياسات العمومية وتقديم الحلول المناسبة لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
و دعت الحركة الأمازيغية كافة القوى الديمقراطية والحقوقية، إضافة إلى عموم المواطنين المغاربة، إلى التعبئة الوطنية والدولية لحماية اللغة الأمازيغية، وإعلان العشرية الوطنية للأمازيغية (2024-2034) بهدف الحفاظ عليها وتعزيز دورها في مختلف مجالات الحياة العامة.
تحرير: تسنيم تيزي