المؤثرين بين رفاهية الشهرة وغياهب السجن

بقلم: عادل بالماحي
شهد المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة اكتسحت منصات التواصل الاجتماعي، تمثّلت في بروز مجموعة من المؤثرين الذين يقدمون محتويات تافهة، بل وتجاوز بعضها حدود الحياء وضربت عرض الحائط قيم المجتمع والعرف والدين. هذا الوضع أثار موجة استياء واسعة داخل مختلف شرائح المجتمع، كما دفع فعاليات المجتمع المدني إلى رفع أصواتها مطالبة بتدخل صارم للحد من الفوضى الرقمية التي باتت تؤثر على الذوق العام وتوجهات الشباب.
وبعد فترة طويلة من النقاش والضغط المجتمعي، نشهد اليوم حملة قوية تشنّها النيابة العامة ضد كل من ثبت تورطه في محتوى يمسّ بالحياء العام أو يشكل إخلالاً بالقانون. خطوة اعتبرها عدد من الفاعلين خطوة جريئة ومهمة تُحسب للنيابة العامة، باعتبارها رسالة واضحة مفادها أن الشهرة الرقمية لا تعفي من المساءلة، وأن فضاءات التواصل الاجتماعي ليست خارج إطار القانون.
لقد بات لزاماً اليوم إعادة النظر في مفهوم “المؤثر” داخل المجتمع، فالتأثير الحقيقي لا يقاس بعدد المشاهدات أو المتابعين، بل بالقيمة المضافة التي يقدمها المحتوى. والحملة الجارية ليست سوى بداية لمسار طويل هدفه تنظيم الفضاء الرقمي وتعزيزه بمحتوى راقٍ ومسؤول. وبين رفاهية الشهرة وغياهب السجن، يبقى الخيار دائماً بيد من يقرر أي نوع من التأثير يريد أن يصنع.




