جرادة تُنشد للوطن: أمسية شعرية تُلهب الوجدان وتُحيي روح المسيرة الخضراء والاستقلال

تحرير : عصام بوسعدة

احتضنت مدينة جرادة، مساء السبت 15 نونبر 2025، أمسية شعرية راقية صدحت فيها الحناجر بأعذب القصائد الوطنية، ضمن فعاليات الدورة الثامنة للمقهى الأدبي الذي تنظمه فيدرالية جمعيات إقليم جرادة. وجاءت هذه الفعالية في فضاء شاعري وسط المدينة المجاهدة، تخليدًا لذكريي المسيرة الخضراء المظفرة والاستقلال المجيد، في احتفال جمع بين وهج الذاكرة الوطنية ونبض الإبداع.

شهد اللقاء مشاركة نخبة من الشاعرات والشعراء القادمين من مدن وجدة، بركان، أحفير، تاوريرت، الناظور وجرادة، الذين حلقوا عالياً في سماء الشعر والزجل، كل بأسلوبه وإحساسه، مستحضرين بطولات الأمجاد المغربية، ومجسدين بكلماتهم لحظات انطلاق المسيرة الخضراء بروح السلم والإيمان، راسمين صورة وطن واحد يمتد من طنجة إلى لكويرة.

وتفاعل الحضور النوعي من مثقفين وشعراء وعشاق الكلمة الراقية، مع قصائد ملؤها الصدق والعشق للوطن، حيث بدت القاعة وكأنها تتنفس أريج الشعر وتنهل من عبق الكلمات. واستشعر الجميع قوة الوجدان الوطني الذي غذّى القصائد، وكأن كل بيت شعري كان نافذة تطل على ذاكرة الأمة وعمق انتمائها.

الأمسية التي أدار فقراتها باحترافية الإعلامي والفاعل الجمعوي عبد الحميد بحادي، استُهلت بكلمة ترحيبية للأستاذ عمرو الهواري، رئيس فيدرالية جمعيات إقليم جرادة، أكد فيها رمزية تنظيم هذا اللقاء في مناسبة وطنية عزيزة، متوقفًا عند دلالات الاحتفاء بالمسيرة الخضراء وعيد الاستقلال. كما قدّم عرضًا موجزًا لأهم الأنشطة الإشعاعية التي تواصل الفيدرالية تنفيذها بخدمة الثقافة والرياضة والتنمية المحلية، قبل الإعلان عن تنظيم احتفالية خاصة، يوم الثلاثاء المقبل، سيتم خلالها تكريم مجموعة من الفاعلين الثقافيين والفنيين والرياضيين بحضور السلطات الإقليمية والمحلية.

أمسية جرادة لم تكن مجرد لقاء أدبي، بل كانت مساحة وجدانية نابضة، جسدت كيف يمكن للكلمة أن تتحول إلى جسر يربط الماضي بالحاضر، ويُعيد إلى الذاكرة أن الوطن كان وسيظل مصدر إلهام واعتزاز وسيرة تُروى جيلاً بعد جيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى