أساكن: بين تحديات الحياة اليومية وآمال التنمية في شمال المغرب

تقع جماعة أساكن، في قلب سلسلة جبال الريف بإقليم الحسيمة، التي تحتضن جمال الطبيعة وتخبئ وراءها قصص معاناة وتحديات يومية تثقل كاهل سكانها. فهل يعقل أن تبقى هذه المنطقة التي تتمتع بموارد طبيعية هائلة، دون أن تستفيد من مشاريع تنموية تساهم في تحسين وضع سكانها؟

Screenshot

الطريق الرابطة بين أساكن والمناطق المجاورة تظل أحد أبرز المشاكل التي يعاني منها السكان. تدهور الطريق، خاصة في فصل الشتاء، يجعل المنطقة تتحول إلى عزلة شبه تامة، حيث يصعب على المواطنين التنقل لقضاء حاجاتهم اليومية. فهل من العدل أن تُترك هذه الجماعة تعيش في هذا الواقع المأساوي؟

وماذا عن الصحة والتعليم؟ في ظل غياب المراكز الصحية والمستشفيات، يضطر السكان للسفر لمسافات طويلة من أجل الحصول على العلاج. أليس من حقهم أن يعيشوا في بيئة تتوفر فيها أبسط مقومات الرعاية الصحية؟ أما في ما يتعلق بالتعليم، فإن المسافة الطويلة وضعف التجهيزات المدرسية يُهدِّد مستقبل الأبناء، خصوصاً الفتيات، ويزيد من نسبة الهدر المدرسي. هل من الممكن أن تتأثر حياة الأطفال والشباب بسبب هذه المعوقات؟

أما في مجال التشغيل، فإن واقع البطالة يبقى حاضراً بقوة، حيث يدفع نقص فرص العمل العديد من الشباب إلى مغادرة المنطقة نحو المدن الكبرى بحثاً عن فرصة أفضل. فهل يمكن أن يتغير هذا الحال إذا تم تطوير الأنشطة الاقتصادية المحلية؟

ورغم وجود إمكانيات ضخمة، كالغابات الكثيفة والأراضي الزراعية الخصبة، إلا أن هذه الموارد تبقى غير مستغلة بالشكل الأمثل. ألم يحن الوقت للاستثمار في هذه الثروات الطبيعية من خلال مشاريع تنموية مستدامة؟

إن التواصل مع رئيس الجماعة كان محط انتظار، لكن عذره في الانشغال بالتحضيرات السياسية حال دون الحصول على إجابات شافية. لكن هل يعقل أن تظل المشروعات التنموية في هذه المنطقة رهينة للظروف السياسية؟

يبقى سكان أساكن في انتظار التغيير، آملين في تدخل السلطات والمؤسسات المعنية لتأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية. إن هذه الجماعة، التي تمثل نموذجاً للعديد من المناطق القروية في المغرب، تحتاج إلى تحرك شامل وواقعي يعيد لها الأمل في غد أفضل. هل ستكون أساكن في يومٍ ما مثالاً حياً للتنمية المستدامة التي تستثمر في إمكانيات المنطقة الطبيعية والبشرية؟

المصدر:#المساء
تحرير:سلمى القندوسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى