الفقيه عبد الناصر القاسمي مرجعية علمية دينية في قلب الريف المغربي
الشيخ عبد الناصر القاسمي، فقيه ابن فقيه ابن فقيه، هو سليل عائلة فقهية تعود جذورها إلى مئات السنين، حيث تشتهر عائلته بتفانيها في حفظ ونشر علوم القرآن الكريم. يعتبر الشيخ القاسمي من كبار حفاظ القرآن والأنصاص القرآنية، وهو رجل عارف بعلوم القرآن وبالعلوم الشرعية بشكل عام. طيلة مسيرته، تخرج على يديه آلاف الطلبة الذين أصبحوا اليوم من حفظة القرآن وأئمة المساجد وخطباء الجمعة ومرشدين دينيين في مختلف دول العالم.
يتميز الشيخ القاسمي ببلاغته وحسن فهمه للعلوم الشرعية، حيث يُعد من أبرز الشخصيات التي اجتمعت فيها الوسطية والاعتدال. إنه يمثل نموذجاً حياً للعالم الذي يسعى لتحقيق التوازن بين الدين والدنيا، محاولاً نشر قيم الإسلام الحنيف بعيداً عن الغلو والتطرف. من خلال منصبه كمدير لمؤسسة الفقيه عبد السلام القاسمي لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه، أسس الشيخ القاسمي مؤسسة زاوية تعنى بتدريس وتخريج الأئمة والمرشدين، رغم التحديات التي واجهتها هذه المؤسسة في مسارها، إلا أنها استطاعت تجاوز الابتلاءات التي اعترضتها بفضل قوة عزيمة الشيخ وأتباعه.
الشيخ القاسمي لا يزال يمارس مهامته التي يعشقها، حيث يعمل إماماً وخطيباً في مسجد القضايا العليا بدار الكبداني. يعرف الشيخ القاسمي بحسن تدبيره للخطبة وبلاغته في الوعظ، ما جعله يحظى باحترام الجميع من حوله. تحج إليه الناس من مختلف المناطق للتعلم من علمه والنيل من علومه الشرعية. يتوافد عليه المريدون والطلبة الذين يثقون في توجيهاته القيمة ورؤيته الحكيمة.
إن الشيخ عبد الناصر القاسمي يُعد نموذجاً للعالم المتواضع الذي يستمر في خدمة دينه ووطنه رغم تقدم العمر، حيث تظل بصماته واضحة في تعليم وتوجيه الأجيال الجديدة نحو الطريق المستقيم. إن ما يميز الشيخ القاسمي هو قدرته على الجمع بين الفقه والبلاغة، مما جعله مصدراً للعلم والنور الذي يهتدي به الناس في مسارهم الديني. تتجسد وسطية الشيخ في فكره، إذ لا يسعى إلى فرض الرأي، بل يدعو إلى الحوار والنقاش البناء في مختلف القضايا الدينية والاجتماعية.
يُعد الشيخ عبد الناصر القاسمي من الأئمة الذين يمثلون قدوة في كيفية التفاعل مع قضايا المجتمع من خلال فهم عميق لكتاب الله وسنة رسوله. تمثل خطبه وأبحاثه نافذةً جديدة لفهم الدين في سياق الحياة المعاصرة، مما يعكس التزامه برسالة الإسلام الحقيقية. فبينما يواجه المجتمع تحديات عديدة، يبقى الشيخ القاسمي مثالاً للعلم والتوجيه السليم، مساهماً في بناء مجتمع يوازن بين تطلعاته الروحية ومتطلباته الحياتية.