24 مارس اليوم العالمي للسل ، القاتل الموجود بين ظهرانينا !!

تحرير : محمد هلالي
أكدت منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للسل الذي يصادف 24 مارس من كل سنة ، انه لايزال يعتبر من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم . ذلك انه
في كل يوم، يفقد ما يقرب من 3425 شخصا حياتهم بسبب هذا الذاء ، ويصاب به ما يقرب من 30,000 شخص في الوقت الذي كان بالإمكان الوقاية والشفاء منه .
في هذا الصدد ، تمكنت الجهود العالمية لمكافحة السل من إنقاد حياة ما يقدر بنحو 79 مليون شخص منذ عام 2000. وتحقق تعافٍ كبير في توسيع نطاق خدمات تشخيص السل وعلاجه في جميع أنحاء العالم في عام 2022. ويُظهر ذلك اتجاها مشجعا بدأ في عكس الآثار الضارة للاضطرابات التي سببتها جائحة كوفيد-19 في خدمات مكافحة السل.
كما سلطت المنظمة الضوء في تقريرها العالمي الأخير عن السل، على حصول أكثر من 8.2 مليون شخص مصاب بالسل على التشخيص والعلاج في عام 2023، أي أعلى من مستوى 7.5 مليون شخص في عام 2022، وأعلى بكثير من مستوى 5.8 مليون في عام 2020 و6.4 مليون في عام 2021. ولا تزال هناك فجوة عالمية كبيرة بين العدد التقديري للأشخاص الذين أصيبوا بالسل وعدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثا.
إضافة إلى ذلك، اتفق الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة على غايات جديدة للقضاء على السل، وتم إطلاق مجلس تسريع إتاحة لقاحات السل، لتسهيل تطوير لقاحات السل الجديدة وترخيصها واستخدامها بشكل عادل.
و مع ذلك يرى خبراء ومهتمون ان التقدم لم يكن كافياً لتحقيق الغايات العالمية المتعلقة بالسل التي حددت في عام 2018، حيث كانت الاضطرابات الناجمة عن الجائحة والنزاعات المستمرة من العوامل الرئيسية المساهمة في ذلك.
وعن الحالة في بلادنا ، تسجل تقارير وزارة الصحة المغربية 9 وفيات جديدة يوميا بسبب مرض السل، الذي لا يزال يُعدُّ من أخطر الأمراض المعدية التي تهدد حياة الآلاف في البلاد. ورغم التقدم الكبير في مجال العلاج والوقاية، يواصل هذا المرض، الذي يهاجم الرئتين ويضعف جهاز المناعة، حصد أرواح العديد من المغاربة.
في اليوم العالمي للسل، تطرح الأسئلة الكبرى حول فعالية برامج الوقاية وعلاج المرض في المغرب. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في تقديم العلاج مجانًا، ما زال العديد من المرضى يعانون من تأخر التشخيص أو من وصمة العار المرتبطة بالمرض، مما يعوق حصولهم على الرعاية الصحية اللازمة.
ووفقًا لأطباء مختصين، فإن تسريع وتوسيع حملات التوعية الصحية، وتيسير الوصول إلى التشخيص والعلاج في أقرب وقت ممكن، هما السبيل الوحيد للحد من هذا المرض الخطير .
وأمام هذه الأرقام المخيفة، يظل السؤال الأهم: إلى متى سيظل هذا المرض يفتك بأرواح مواطنينا؟ وكيف يمكن تكثيف الجهود الوطنية والدولية لتوفير العلاج والرعاية الطبية بشكل أكثر فعالية؟