وزارة الصحة تستأنف توزيع الميثادون: خطط لضمان استدامة العلاج وسط انتقادات برلمانية

إعداد:سلمى القندوسي

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية عن استئناف التوزيع المنتظم لدواء الميثادون، المستخدم في علاج الإدمان من المخدرات، بعد فترة من الاضطرابات في تموينه. القرار الذي صدر اول أمس السبت 22 مارس 2025، يهدف إلى ضمان استمرارية العلاج للمرضى في جميع المراكز الصحية المتخصصة على مستوى المملكة.

الوزارة أكدت أنه تم تزويد جميع مراكز التكفل بالإدمان بكمية كافية من الميثادون، مما يضمن استمرارية العلاج ويسهم في استقرار الوضع الصحي للمرضى. وأضافت أن هذا النجاح جاء بفضل التنسيق مع الشركاء الوطنيين والدوليين، بالإضافة إلى الاستجابة السريعة لتأمين إمدادات ثابتة من الدواء.
وفي إطار سعي الوزارة لتعزيز استدامة تموين الدواء، أكدت أنها تواصل تحسين إدارة المخزون الدوائي وتعزيز آليات التوزيع، وذلك لضمان توفر الميثادون بشكل دائم ومنتظم. الوزارة أشارت إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن التزامها بتحقيق استقرار العلاجات الأساسية للمرضى، مع تأكيد استمرار التعاون مع الأطراف المعنية لتفادي أي اضطرابات في المستقبل.

ومع إعلان الوزارة، لم تخلُ الساحة من انتقادات حادة من بعض الأوساط السياسية. حيث طرح النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، مصطفى إبراهيمي، تساؤلات حول تداعيات تقليص جرعات الميثادون، مشيرًا إلى أن القرار قد يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة، خاصة بالنسبة للمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا) أو التهاب الكبد أو داء السل. إبراهيمي طالب بتوضيح الأسباب التي أدت إلى نقص مخزون الميثادون، وشدد على ضرورة احترام البروتوكولات العلاجية المنصوص عليها في مدونة الأدوية.

كما تساءل إبراهيمي عن التدابير التي ستتخذها الوزارة لتعزيز إنتاج الميثادون محليًا، وهو ما من شأنه ضمان استمرارية تزويد المراكز الصحية بالدواء الحيوي بعيدًا عن الاعتماد على الاستيراد الذي قد يكون غير مستقر. وفي سياق متصل، عبر عن استغرابه من عدم إشراك المجتمع المدني في اتخاذ هذا القرار، مؤكداً أن التشاور مع الفاعلين في المجال الصحي كان سيؤدي إلى حلول أكثر استدامة.

وفي الختام، تظل وزارة الصحة ملتزمة بتوفير العلاج المناسب للمرضى، مع التأكيد على أن الخطط المستقبلية ستشمل تعزيز التنسيق مع كافة الشركاء لضمان توافر دواء الميثادون بشكل دائم، تفاديًا لأي نقص قد يؤثر على المرضى ويهدد استقرار علاجهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى