عين السلطان تحت المطر… حين تكشف التساقطات هشاشة البنية التحتية وتطرح سؤال المسؤولية الترابية

بقلم : عادل بالماحي

مع أولى التساقطات المطرية الأخيرة، عادت معاناة ساكنة حي عين السلطان إلى الواجهة، كاشفةً عن واقع بنيوي هش ظل لسنوات خارج دائرة المعالجة الجدية، رغم النداءات المتكررة والتحذيرات الميدانية التي أطلقتها فعاليات مدنية بالمنطقة.
الحي، الذي لا يتوفر سوى على ثلاثة أزقة وسبعة ممرات، يعيش وضعاً يوصف بالكارثي نتيجة الغياب شبه التام للبنية التحتية الأساسية، وعلى رأسها انعدام قنوات تصريف مياه الأمطار، ما يحول كل تساقط مطري إلى مصدر خطر حقيقي يهدد سلامة الساكنة وممتلكاتهم.
وتزداد الوضعية تعقيداً بسبب اختناق الواد الحار، الذي لم يعد قادراً على استيعاب الكميات المتدفقة من المياه، الأمر الذي يؤدي إلى فيضانات موضعية، وانتشار الأوحال، وتعطيل حركة السير، في مشهد يتكرر دون حلول جذرية تلوح في الأفق.
وفي تصريح لرئيس جمعية عين السلطان، رشيد خموس، أكد أن “الساكنة لم تعد تطالب بالكماليات، بل بأبسط شروط العيش الكريم، وعلى رأسها بنية تحتية تحمي الأرواح والممتلكات”، مشيراً إلى أن الجمعية سبق أن نبهت إلى خطورة الوضع، غير أن التدخلات ظلت محدودة وغير كافية.
أمام هذا الوضع، يطرح المتتبعون للشأن المحلي تساؤلات مشروعة حول نجاعة التخطيط الترابي، ومدى مواكبة البرامج التنموية لحاجيات الأحياء الهامشية، خاصة في ظل التوجيهات الوطنية التي تجعل من تقليص الفوارق المجالية أولوية قصوى.
كما يظل الأمل معقوداً على عامل الإقليم، باعتباره المسؤول الترابي الأول، من أجل التفاعل مع هذه المعطيات الميدانية، وفتح تحقيق تقني لتشخيص الاختلالات، وتسريع وتيرة إدماج حي عين السلطان ضمن برامج التأهيل الحضري، بما يضمن كرامة الساكنة ويحول دون تكرار هذه المشاهد مع كل موسم مطري.
إن ما تعيشه عين السلطان اليوم ليس مجرد مشكل عابر، بل ناقوس خطر يستدعي تدخلاً استعجالياً، قبل أن تتحول الأمطار من نعمة منتظرة إلى تهديد دائم.

عين_السلطان

البنية_التحتية

التأهيل_الحضري

الأمطارتكشف الهشاشة

التنمية_المجالية

عامل_الإقليم

صوت_الساكنة

مسؤولية_ترابية

بركان

عمالة بركان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى