زلزال إداري بإقليم سيدي سليمان يقوده العامل إدريس الروبيو: مرحلة جديدة من الحزم وإعادة الثقة.

تحــــريـــــر: سلمى القندوسي

هزّ عامل إقليم سيدي سليمان، إدريس الروبيو، أركان الإدارة الترابية بالإقليم، من خلال سلسلة إعفاءات طالت أسماء وازنة داخل العمالة، ما وصفه متتبعون بـ”الزلزال الإداري” الذي لم يشهد له الإقليم مثيلاً في تاريخه الحديث.

فبعد أشهر قليلة فقط من تعيينه، أقدم العامل على إعفاء مدير ديوانه زيدان العلوي، و رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بدر ريان، ثم الكاتب العام للعمالة عبد العالي فريشة. و أكدت مصادر مطلعة أن هذه القرارات جاءت بناء على تقارير أنجزتها مصالح مختصة، كشفت عن وجود اختلالات وتقصير في أداء المهام.

و اعتبر مهتمون بالشأن المحلي أن هذه التحركات كانت منتظرة، نظراً لما أبداه العامل الجديد منذ تعيينه من جدية والتزام، من خلال زيارات مفاجئة وجولات ميدانية في مختلف مناطق الإقليم، في مسعى لكسر الجمود الإداري الذي كبّل تنمية المنطقة لعقود.

و يواكب المواطنون بكل من سيدي سليمان وسيدي يحيى الغرب هذه الخطوات بحماس و تفاؤل، في أمل أن تفتح مرحلة جديدة من الشفافية و النجاعة، تتماشى مع التوجيهات الملكية السامية، و تُعيد ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.

الروبـيـو ليس غريبًا عن دينامية الحزم والانضباط. فالمسار المهني للرجل يزخر بالمحطات و المسؤوليات، إذ وُلد في 16 ماي 1965 بالرباط، و تخرّج من المعهد الملكي للإدارة الترابية بعد حصوله على الإجازة في القانون الخاص. بدأ مشواره كمتصرف بإقليم الناظور، قبل أن يتدرج في سلم المسؤوليات، من قائد بوجدة، إلى رئيس منطقة حضرية بفاس، ثم باشا بإمزورن، فكاتب عام بعدد من العمالات، وصولاً إلى تعيينه عاملاً على إقليم سيدي سليمان في 18 أكتوبر 2024، بظهير ملكي.

و في تطور لافت، قطع العامل الروبيو الطريق على بعض السياسيين الذين حاولوا نسب الفضل لأنفسهم في جلب مشروع القطب الفلاحي الضخم إلى جماعة القصيبية، حيث ترأس اجتماعاً للجنة التقنية المحلية بمقر العمالة لمناقشة تصميم تهيئة المشروع. و أكد أن المشروع يمثل قيمة مضافة هامة ليس فقط للجماعة المعنية، بل لمجمل تراب الإقليم.

الأسئلة المطروحة اليوم: هل ستتواصل سلسلة الإعفاءات لتطال رؤوساً أخرى؟ وهل سيكون هذا الحزم الإداري بداية فعلية لتصحيح المسار التنموي بالإقليم؟ وحدها الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى