ركود تجاري يضرب أسواق الناظور.. ورابطة المستثمرين تقترح حلولا عملية لإنعاشها

شهدت الأسواق التجارية بمدينة الناظور ركودا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، وفق ما كشفته رابطة المستثمرين بجهة الشرق في بيان رسمي لها. وأرجعت الرابطة هذا التراجع إلى عدة تحديات تنظيمية وتجارية تؤثر سلباً على تجربة التسوق، وتضعف جاذبية الأسواق في أعين الزبائن.
وسجلت الرابطة عدداً من الأسباب التي تساهم في هذا الوضع، أبرزها غياب التنظيم القطاعي داخل الأسواق، حيث تعرف المحلات التجارية توزيعاً عشوائياً وغير مصنف حسب طبيعة السلع المعروضة، ما يدفع الزبائن للقيام بجولات طويلة وشاقة بحثاً عن حاجياتهم، ويؤثر على جودة تجربة التسوق.
كما رصدت الرابطة غيابا شبه تام لتوفر جميع القياسات في محلات الألبسة، مما يجبر الزبائن، خصوصا العائلات، على الانتقال من محل لآخر للعثور على ما يناسبهم. ويتفاقم هذا المشكل في ظل غياب أماكن مخصصة لقياس الملابس، خاصة لفئة الرجال والأطفال، بفعل ضيق المساحات داخل عدد من المحلات، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على قرارات الشراء.
ولم تغفل الرابطة في بيانها التطرق لضعف البنية الترفيهية والخدماتية داخل الأسواق، حيث أشارت إلى غياب المرافق الجاذبة كالساحات المزودة بعناصر ترفيهية، وهو ما يحد من استقطاب الزوار. كما نبهت إلى مشكل تكدس البضائع بشكل عشوائي خارج المحلات، ما يعيق حركة المتسوقين ويزيد من خطر نشوب الحرائق، داعية إلى فرض تواجد قارورتي إطفاء الحريق في كل محل كإجراء إلزامي، إلى جانب تعزيز المراقبة على التكدس العشوائي في الممرات.
و اقترحت رابطة المستثمرين إعادة هيكلة الأسواق عبر تخصيص مناطق محددة لكل نوع من المنتجات، بما في ذلك ملابس الأطفال، والرجال، والنساء، ومحلات مواد التنظيف، وقطع الغيار، والمواد الغذائية، وغيرها من الأنشطة. واعتبرت أن هذا التنظيم سيسهل على الزبائن الوصول إلى احتياجاتهم، ويمنح الأسواق طابعاً أكثر ترتيباً وتنظيماً.
ودعت الرابطة إلى تنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية داخل الأسواق لإضفاء أجواء أكثر حيوية، إلى جانب إنشاء فضاءات خضراء تتوسطها نوافير جمالية، وتضم كراسي مخصصة لاستراحة الزوار، ما سيُشجع المتسوقين على قضاء وقت أطول داخل الفضاءات التجارية.
كما شددت على ضرورة فرض إجراءات صارمة للسلامة، أبرزها تعميم قارورتي إطفاء الحريق على جميع المحلات، وتشديد الرقابة على التكدس العشوائي، وذلك بهدف تجنب تكرار حوادث الحرائق التي شهدتها بعض الأسواق بالمملكة.
وختمت رابطة المستثمرين بيانها بدعوة الجهات المعنية، وفي مقدمتها المجلس البلدي، إلى التنسيق الفعّال لتنزيل هذه المقترحات على أرض الواقع، بما يواكب التحول التجاري الذي تشهده المدينة، ويعزز جاذبية الأسواق لاستقبال السياح المحليين والدوليين، مؤكدة التزامها بالتعاون مع مختلف المتدخلين في سبيل جعل أسواق الناظور فضاءات تجارية حديثة ومنظمة تواكب تطورات العصر وتنافس المجمعات التجارية الكبرى
تحرير: تسنيم تيزي