تنامي العلاقة بين أميركا والمغرب: تداعيات محتملة على السيادة الإسبانية في سبتة ومليلية

تزداد المخاوف في إسبانيا، في الوقت الذي يشهد فيه التحالف الأميركي المغربي مزيدًا من التطور، خصوصًا في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، من تأثير هذا التعاون الوثيق على مستقبلهما. ففي ظل التقارب بين واشنطن والرباط، يعتقد بعض الخبراء الإسبان أن الولايات المتحدة قد تقدم دعمًا غير معلن للمغرب في ملف المدينتين، ما يعمق الأزمات السياسية التي تشهدها المنطقة.

وتتزايد هذه المخاوف في الأوساط الإسبانية مع غياب أي مظلة أمنية للناتو لحماية المدينتين، مما يفتح الباب أمام قلق متزايد من أن تصبح سبتة ومليلية محورًا لاهتمام أميركي قد يتجاوز المواقف التقليدية. في هذا السياق، يلفت البعض إلى تصريحات الرئيس الأميركي السابق ترامب حول سياسات جديدة في مناطق أخرى، مثل غرينلاند وقناة بنما، مما يثير تساؤلات حول تغيير الاستراتيجيات الدولية في المستقبل القريب.

من داخل مليلية، يبرز الناشط المدني أمين أزماني قلقه البالغ، ويشدد على ضرورة مراقبة تطورات هذا التحالف عن كثب، بالرغم من التحسن النسبي في العلاقات المغربية الإسبانية خلال الآونة الأخيرة. وتجد هذه المخاوف صدى في سبتة، حيث يلاحظ المسؤولون السياسيون في المدينة أن التقارب بين ترامب والمغرب يشير إلى احتمال تحول موازين القوى في المنطقة لصالح الرباط.

على الجانب الآخر، لا يزال المغرب يعزز علاقاته العسكرية والدفاعية مع الولايات المتحدة، إذ تواصل واشنطن دعم تعزيز قدرات المملكة العسكرية، وهو ما جعلها أحد أكبر مستوردي الأسلحة الأميركية. هذه الديناميكيات تقوي موقف الرباط في الساحة الدولية وتزيد من تأثيرها في المنطقة.

أما إسبانيا، فقد شهدت تراجعًا ملحوظًا في علاقاتها مع الإدارة الأميركية الجديدة. وعلى الرغم من وجود تحسن نسبي في العلاقات بين مدريد وواشنطن في فترات سابقة، إلا أن حكومة بيدرو سانشيز لم تحظَ بالاهتمام ذاته من ترامب، ما يثير تساؤلات حول أولويات السياسة الأميركية في المنطقة. في المقابل، أصبح التعاون الاستراتيجي مع المغرب أولوية واضحة بالنسبة للإدارة الأميركية.

مع هذه التحولات، تبدو سبتة ومليلية في قلب التوترات الإقليمية، فيما يترقب البعض ما إذا كانت واشنطن ستنحاز إلى مواقف المغرب في قضية السيادة على المدينتين، مما قد يغير الوضع القائم لعقود.

إعداد:سلمى القندوسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى