تطوان هذا الصيف.. أمن استثنائي ويقظة دائمة في مدينة تحتضن عطلة الملك

تشهد مدينة تطوان خلال الموسم الصيفي الجاري استنفارا أمنيا واسع النطاق، يُترجم على الأرض بمظاهر اليقظة والجاهزية القصوى، وسط توافد آلاف الزوار والمصطافين، واحتضان المدينة للعطلة الخاصة بجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في واحدة من أكثر الفترات حساسية وتعقيداً من الناحية الأمنية.
و تشتغل مختلف المصالح الأمنية، وفي مقدمتها ولاية أمن تطوان، وفق خطة محكمة تعتمد على التفاعل السريع والفعال مع مختلف الحالات الطارئة، بصرف النظر عن طبيعتها أو توقيتها. هذه المقاربة لا تكتفي بالتدخل، بل تقوم على مبادئ الأمن الاستباقي والوقائي، من خلال الرصد المستمر والتدخل المبكر، في إطار ما يُعرف بمفهوم “الأمن المستدام”.
وفي ظل الإقبال الكبير على مدن الشمال مثل تطوان، مرتيل، المضيق والفنيدق، تمكنت المصالح الأمنية، بقيادة والي أمن تطوان، السيد محمد الوليدي، من ضبط وتيرة الحركة اليومية بسلاسة، وضمان الأمن العام، دون تسجيل حوادث مقلقة أو اختلالات كبيرة، وهو ما يعكس فعالية التنسيق والتنظيم الميداني.
حضور أمني لافت يغطي مختلف شوارع المدينة، من خلال دوريات مترجلة وأخرى راكبة، بالإضافة إلى عناصر بالزي المدني، وتغطية خاصة للمحاور الكبرى المؤدية إلى الشواطئ والمناطق السياحية. هذا الانتشار الأمني المكثف يُدار وفق مقاربة جماعية تشاركية تعكس درجة عالية من الانسجام بين الوحدات المختلفة، وهو ما يؤكد أن الخطة الأمنية هذا الصيف ليست استثنائية فقط، بل جزء من رؤية أمنية شاملة ومتطورة.
ما يميز هذا الموسم أيضا هو العمل المنسق والدقيق بين مختلف التخصصات الأمنية، بدءاً من الشرطة القضائية وضابطة الشرطة، وصولاً إلى فرق السير والجولان، الدراجين، ووحدات الاستعلامات والتقنيات العلمية، وهو تكامل يعزز من نجاعة التدخلات، ويمنح المدينة طابعاً آمناً وهادئاً رغم الضغط الكبير الذي تعرفه.
ويُعزى هذا النجاح، حسب عدد من المتابعين، إلى الحضور اليومي والمباشر لوالي أمن تطوان، الذي يُعرف بكونه رجل ميدان، يشرف شخصياً على النقاط الحساسة ويتتبع تنفيذ الخطط الأمنية خطوة بخطوة.
وفي سياق خاص، تعيش المدينة هذه الأيام درجة عالية من التأهب نظراً لتواجد جلالة الملك محمد السادس بين أحضانها في عطلة صيفية، وهو ما جعل من تطوان مركزاً لأولوية وطنية أمنية من الدرجة الأولى.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد تم تعزيز الوحدات العاملة ميدانياً، مع توفير وسائل دعم لوجستي متقدمة لتأمين محيط الإقامة الملكية، مع الحرص في الوقت نفسه على الحفاظ على وتيرة التدخلات اليومية بباقي المناطق، في توازن دقيق وفعالية استثنائية أشاد بها الجميع، من سكان المدينة إلى زوارها.
منذ انطلاق الموسم، وحتى ذروته، تواصل الأجهزة الأمنية اشتغالها بكامل الجدية، في فترات الذهاب والإياب من الشواطئ، خلال الفعاليات الترفيهية، وفي كل أماكن التجمع. لا وجود لهفوات أمنية، بل عمل دؤوب ومنظم جعل من الشمال المغربي هذا العام وجهة مميزة، ليس فقط بجمال طبيعتها، بل بأمنها الصارم واحترافيتها العالية.
وإذا كانت مرتيل، المضيق والفنيدق ترفع شعار التحدي السياحي، فإن الأجهزة الأمنية في المقابل ترفع شعار الحماية والتنظيم، لتُكتب صفحات صيف 2025 في تطوان بلغة الجدية واليقظة والكفاءة