الناظور:ثانوية طارق بن زياد تساهم في تقييم التعليم العالمي عبر PISA 2025.

تحــريــر: سلمى القندوسي

نظمت الثانوية الإعدادية طارق بن زياد، التابعة للمديرية الإقليمية بالناظور، الدراسة الرئيسية للبرنامج الدولي لتقييم التلاميذ PISA 2025 يومي 10 و11 أبريل 2025، في إطار تفعيل المذكرة الوزارية رقم 296X24 الصادرة في 24 دجنبر 2024. يهدف هذا التقييم إلى قياس الكفايات الحياتية للتلاميذ بعد 15 سنة من التعليم، بما يعكس قدرة الشباب على حل المشكلات وتوظيف المعارف في الحياة اليومية، بعيدًا عن مجرد حفظ المعلومات الدراسية.

يستهدف برنامج PISA، الذي تشرف عليه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE، تقييماً دقيقاً لكفاءة التلاميذ في حل المشكلات الواقعية. و يهدف التقييم إلى تقديم مؤشرات هامة حول نجاعة أنظمة التعليم، بما يساعد الدول الأعضاء و غير الأعضاء على تحديد أوجه القوة والضعف في مدارسها، و الاستفادة من تجارب الدول الأخرى. و يُعتبر انخراط المغرب في هذه الدورة الثالثة من البرنامج استمراراً لالتزامه بتطوير التعليم، و يأتي في إطار خارطة الطريق 2022-2026 التي تركز على تعزيز “التعلمات الأساسية”.

منذ بداية الموسم الدراسي، بدأت الثانوية الإعدادية طارق بن زياد في تجهيزات محكمة استعدادًا لهذه المحطة الهامة. تم تشكيل فرق محلية و إقليمية لإشراف وتنظيم العملية بالتنسيق مع الجهات المختصة. كما تم تجهيز الفضاءات المناسبة و المعدات التقنية وفقًا للمعايير الدولية، مع توفير حواسيب مطابقة للمواصفات المطلوبة لضمان سير العملية بسلاسة سواء في المؤسسات المتصلة أو غير المتصلة بالإنترنت.

حرصت المؤسسة على تكوين التلاميذ و الأطر التربوية على حد سواء. حيث استفاد التلاميذ من دورات تدريبية قبل التمرير لتعلم استخدام المنصة الرقمية و الإجابة على الأسئلة التكيفية، بينما شارك الأساتذة في ورشات تدريبية لتطوير مهاراتهم في التعامل مع الوسائط الرقمية.

تمت عملية التمرير على مدار يومين بنجاح كبير، حيث مرت العملية في أجواء تربوية هادئة و منظمة. تضمنت العملية فحص الحضور، تقديم شرح وافي عن الاختبار، و تنفيذ الاختبارات الفعلية، وصولًا إلى ملء الاستبيانات الخاصة بالمشاركة.

ضمن خطة التواصل الوطنية، نظمت المؤسسة أنشطة تحسيسية مختلفة لتعريف التلاميذ و أولياء الأمور بأهمية المشاركة في هذا التقييم الدولي. شملت الأنشطة حملات توعية داخل المؤسسة، ورشات تحفيزية، واجتماعات تنسيقية مع أولياء الأمور و الطواقم التعليمية. كما تم تقديم نماذج محاكاة للرائز، مما ساهم في رفع الوعي لدى الجميع.

على مدار يومين، تابعت المديرية الإقليمية بالناظور، بالتعاون مع الفريق الجهوي و المصالح المركزية، جميع مراحل التمرير عن كثب. تم مراقبة جودة المعدات، وتقديم الدعم التقني الفوري، و رفع تقارير مرحلية حول سير العملية، مما ساعد في تحقيق تنظيم دقيق وفعال.

تمثل هذه المحطة التقييمية تجربة هامة، حيث عكست التزام الثانوية الإعدادية طارق بن زياد بالجودة و التطوير المستمر في مجال التعليم. تميزت العملية بانخراط كامل من التلاميذ والأطر التعليمية، مع احترام صارم للضوابط التنظيمية، و تفاعل إيجابي مع التكنولوجيا الحديثة. كما أن هذه المشاركة تعد خطوة هامة نحو تحسين جودة التعليم بالمغرب، و تعزيز مكانة المدرسة المغربية على الصعيد الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى