المغرب يُصدّر أول شحنة من القنب الهندي الطبي نحو أستراليا: خطوة استراتيجية تعزز موقع المملكة في السوق الدولية للمنتجات الطبية

في تطور نوعي يعكس الطموح المغربي للدخول بقوة إلى السوق الدولية للمنتجات الطبية، تم مؤخراً تصدير أول شحنة من القنب الهندي المخصص للاستعمالات الطبية، والمعروف محلياً باسم “البلدي”، انطلاقاً من منطقة باب برد بإقليم شفشاون نحو أستراليا. وتعد هذه الخطوة إنجازاً مهماً في إطار الاستراتيجية الوطنية لاستغلال القنب الهندي لأغراض مشروعة، والتي تم إطلاقها لتعزيز التنمية المستدامة في المناطق المعنية بهذا النشاط.
ويمثل هذا التصدير أول عملية من نوعها في تاريخ المغرب، ويؤشر إلى دخول المملكة مرحلة جديدة في مسار تقنين واستثمار القنب الهندي، بما يخدم أهدافاً اقتصادية وتنموية وصحية. كما يعكس نجاح المغرب في تلبية المعايير الدولية الصارمة المتعلقة بزراعة وتحويل وتصدير القنب الهندي لأغراض طبية وصيدلانية.
وتستمد هذه العملية أهميتها من كونها ثمرة جهود متكاملة بين الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي (ANRAC)، والفاعلين المحليين، وعدد من التعاونيات الزراعية التي استفادت من التأطير والمواكبة التقنية لتطوير سلاسل إنتاج قانونية ومستدامة.
كما تُعتبر هذه المبادرة خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة المجالية وتنمية المناطق الجبلية، من خلال تحويل نشاط كان يُمارس سابقاً في إطار غير قانوني، إلى نشاط قانوني ومنظم يُدر دخلاً مشروعاً للفلاحين، ويسهم في إحداث مناصب شغل وتحسين ظروف العيش.
ويعزز هذا التوجه كذلك موقع المغرب كمصدر موثوق للمواد الأولية ذات الجودة العالية في قطاع الصناعات الدوائية والطبية، لا سيما مع تزايد الطلب العالمي على القنب الهندي الطبي، الذي أثبت نجاعته في علاج العديد من الحالات الصحية المزمنة.
ويُنتظر أن تُتبع هذه العملية بتوسيع نطاق التصدير إلى أسواق أخرى، مما يفتح آفاقاً واعدة لاقتصاد محلي جديد، مبني على سلاسل إنتاج قانونية، خاضعة للرقابة والتنظيم، وتحترم المعايير البيئية والصحية.