الريف: تزايد محاولات الهجرة السرية

تحرير : تسنيم تيزي

تشهد المناطق الريفية في الآونة الأخيرة العديد من محاولات الهجرة السرية، حيث يغامر الشباب بوضع أنفسهم في قوارب الموت بحثًا عن فرصة للعيش والعمل، متشائمين من الوضع المعيشي في بلدهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وتعرف خاصة المناطق الساحلية مثل الحسيمة، ثزاغين، دار الكبداني، وبني انصار، و طنجة كثافة محاولات الهجرة نظرًا لقربها من الضفة الأخرى. البعض ينجح في الوصول، بينما يفشل آخرون بسبب سوء الأحوال الجوية أو الحراسة المشددة من قبل السلطات المحلية.

يشمل ذلك رجالًا ونساءً وأطفالًا، حيث يغامر الكثيرون بالحياة بحثًا عن فرص أفضل في الضفة الأخرى. هؤلاء المهاجرون يواجهون مخاطر كبيرة في البحر، سواء بسبب القوارب غير الآمنة أو الأحوال الجوية السيئة، في محاولة للهروب من الفقر والبطالة، رغم الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها.

و في تصريح لجريدة ريف تيفي صرح استاذ القانون العام مصطفى قريشي ان الهجرة السرية تشكل ظاهرة معقدة تتشابك فيها العديد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإنسانية، حيث أن الارتفاع الملحوظ لعدد المهاجرين السريين، وشبكات الاتجار بالبشر، تشكل ضغوطا متزايدة على المغرب، وذلك بسبب الأوضاع الإقليمية والدولية واستمرار التوترات الأمنية والسياسية في محيط المغرب، خاصة في دول غرب ووسط إفريقيا، مما يؤدي إلى زيادة تدفق المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل، خاصة وأن الأرقام تؤكد أن 58 في المائة من المهاجرين غير النظاميين ينحدرون من هذه الدول.

و أضاف القريشي ان عدد كبير من الشباب والشابات المغاربة الذي يقومون بمحاولات متعددة للهجرة السرية، فيسقطون ضحيا شبكات الاتجار بالبشر، ويمكن اعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية أهم العوامل التي تدفع للشباب للهجرة السرية، فالبطالة وضعف الفرص الاقتصادية، وصعوبة الحصول على وظائف تلبي تطلعاتهم وتلبي احتياجاتهم المعيشية الأساسية، رغم حصول عدد كبير منهم على شواهد عليا، كما أن الفقر والعوز أحد العوامل الأساسية التي تدفع الأفراد إلى البحث عن حياة أفضل خارج البلاد. ومع موجة الغلاء والتضخم وصعوبة إيجاد فرص عمل تشكل عوامل طاردة وتشجع أكثر على تفاقم الظاهرة.

حيث نجد أن الظاهرة تتنامي أكثر في المناطق الحدودية التي كانت تنتعش عبر التهريب المعيشي مثل مناطق الشمال بمحاذة حدود مليلة وسبتة المحتلتين، وكذا بالمناطق التي تعاني التهميش والاقصاء الاجتماعي، واختلال العدالة المجالية.

و اكد ايضا أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تقوم بدور سلبي في تعزيز الهجرة السرية، حيث يتم إيهام الشباب بقصص نجاح المهاجرين، مما يعزز من رغبتهم في تجربة حظهم، كما أن شبكات التهريب والاتجار بالبشر تستغل هذه الوسائل للترويج لخدماتها، مما يسهل على الأفراد اتخاذ قرار الهجرة بطرق غير قانونية.

و ختم انه يمكن القول إن الهجرة السرية هي نتاج تفاعل معقد بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية. الفقر والبطالة والتمييز الاجتماعي كلها عوامل تدفع الأفراد إلى البحث عن حياة أفضل بطرق غير شرعية. ومع ذلك، فإن هذه الرحلة غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر والتحديات، مما يجعل من الضروري البحث عن حلول شاملة تعالج الأسباب الجذرية للهجرة السرية وتوفر بدائل قانونية وآمنة للأفراد الباحثين عن حياة أفضل، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتوعية بمخاطر الهجرة السرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى