الذكاء الاصطناعي يهدد بكبح مهارات الأطباء الأساسية

في الوقت الذي تُبرز فيه دراسات عديدة دور الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة التشخيص الطبي وتسريع اتخاذ القرار، حذّرت دراسة حديثة من انعكاسات سلبية لهذه الأدوات على مهارات الأطباء الأساسية، في ظاهرة باتت تُعرف بـ”فقدان المهارة” (Deskilling).
الدراسة، المنشورة في مجلة لانست لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، كشفت أن أطباء خضعوا لاختبارات باستخدام أداة ذكاء اصطناعي لرصد النموات السرطانية أثناء تنظير القولون، أظهروا تراجعا في أدائهم بعد ثلاثة أشهر فقط من الاعتماد عليها، حيث انخفض معدل الكشف لديهم من 28% إلى 22% عقب توقيف الأداة.
الباحثون أوضحوا أن الأطباء، رغم استفادتهم من ارتفاع نسب التشخيص عند استخدام التقنية، فقدوا جزءا من تركيزهم ويقظتهم عند العودة إلى العمل بدونها، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة شبيهة بما يحدث في مجال الطيران مع أنظمة الطيار الآلي.
الدكتور عمر أحمد، طبيب الجهاز الهضمي في لندن، أكد أن العلاقة بين الطبيب والتكنولوجيا تفاعلية، وأن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يعيق الأطباء عن اكتشاف أخطاء الخوارزميات نفسها.
فيما شدد الدكتور روبرت واتشر، رئيس قسم الطب بجامعة كاليفورنيا، على ضرورة الإبقاء على إشراف بشري دائم، لأن البيانات التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي قد تصبح غير دقيقة مع تغير الظروف.
مخاوف أخرى برزت حول طلاب الطب والأطباء الجدد، إذ قد يكونون أكثر عرضة لفقدان المهارات قبل ترسيخها، ما دفع بعض المؤسسات إلى التفكير في فرض تدريبات خالية من الذكاء الاصطناعي أو منع استخدامه في المراحل الأولى من التكوين الطبي.
وتخلص الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم كونه أداة واعدة في دعم الممارسة الطبية، قد يفرض تحديات جوهرية على كفاءة الأطباء واستقلاليتهم المهنية، ما يستدعي توازناً بين الاستفادة من مزاياه والحفاظ على المهارات الأساسية.