احتراق غامض لسيارة إسعاف بالناظور يعيد الجدل حول سلامة أسطول الوقاية المدنية

في واقعة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، اندلع صباح اليوم الثلاثاء حريق مهول أتى بالكامل على سيارة إسعاف تابعة لجهاز الوقاية المدنية بمدينة الناظور، وذلك على مستوى كورنيش المدينة بالقرب من ضريح الولي الصالح سيدي علي، وسط ذهول وصدمة المواطنين الذين عاينوا المشهد.

وبحسب شهود عيان، فقد شبّ الحريق بشكل مفاجئ في المركبة المركونة بمكان عمومي، قبل أن تلتهم ألسنة اللهب السيارة بسرعة كبيرة، محوّلة إياها إلى هيكل محترق في ظرف دقائق، رغم التدخل السريع لعناصر الإطفاء. وقد تم توثيق اللحظة من قبل مواطنين بكاميرات هواتفهم، حيث أظهرت المقاطع مشاهد صادمة للاشتعال الكامل للسيارة في وضح النهار.

ورغم عدم تسجيل أي خسائر بشرية، إلا أن الحادث خلف موجة من القلق في صفوف الساكنة، وأثار تساؤلات مشروعة حول الحالة التقنية لأسطول سيارات الوقاية المدنية، خاصة في ظل تكرار مثل هذه الحوادث بشكل مفاجئ.

فور اندلاع النيران، سارعت عناصر الوقاية المدنية والأمن الوطني إلى تطويق مكان الحريق وتأمين محيطه، مع تنظيم حركة السير لتفادي أي أضرار إضافية، فيما تم فتح تحقيق تقني وميداني من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية للاشتعال، سواء تعلق الأمر بخلل ميكانيكي، تماس كهربائي، أو إهمال في الصيانة الدورية.

اللافت أن هذا الحادث جاء بعد أقل من 12 ساعة على حادثة مماثلة شهدها معبر باب مليلية ببني أنصار، حيث اندلعت النيران في سيارة بشكل مفاجئ، ما دفع المصالح الأمنية إلى رفع مستوى التأهب وتشديد إجراءات المراقبة بالمناطق الحدودية.

وتعيد هذه الحوادث المتتالية إلى الواجهة النقاش حول سلامة الأسطول العمومي، خصوصًا في ما يتعلق بسيارات الإنقاذ التي يُفترض أن تكون في أعلى درجات الجاهزية والاعتمادية، وليس عرضة للاشتعال في الفضاءات العمومية، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى فعالية المراقبة التقنية والصيانة الوقائية للمركبات التابعة لمؤسسات حيوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى