ابن كيران ينجو من فخ النكتة… ويعتذر لسكان بركان بعد غضب شعبي

بقلم: عادل بالماحي

أثارت مزحة ذكرها عبد الإله ابن كيران خلال كلمته أمام المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، موجة غضب بين أبناء مدينة بركان، مما دفعه إلى تقديم اعتذار رسمي وتوضيح سريع لتجاوز سياسي واجتماعي غير مقصود.

في 16 نوفمبر 2025، خلال اجتماع حزبي، قال ابن كيران إنه دار حديث “ودي” بينه وبين فوزي لقجع، الوزير المكلف بالمالية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حول “النكت” المرتبطة ببركان. لكن هذه الإشارة، حتى لو كانت مقصودة كمزحة خفيفة، لم ترق إلى شريحة من المتابعين الذين رأوا فيها تجاوزاً بحق ساكنة مدينة بركان، وشكلت ما بدا لهم نوعاً من التنميط السلبي.

رد الفعل على التصريح جاء سريعًا من داخل الوسط الإعلامي وعلى منصات التواصل الاجتماعي: بعض المعلقين اعتبروا أن شخصية بحجم ابن كيران — زعيم سياسي بارز — لا بد أن تكون أكثر حذرًا في اختيار ألفاظها، خاصة حين يتعلق الأمر بجانب جغرافي أو ثقافي يجمع بين أبنائه المغاربة. هذه المزحة الصغيرة، كما يقولون، لم تكن بريئة كما تصورها البعض، بل حملت في طياتها إساءة يمكن أن تغذي الانقسام والوصم.

وبعد ساعات من الجدل، خرج ابن كيران بتوضيح: “لم يكن القصد أبدًا الإساءة إلى إخواننا البركانيين، بقدر ما كان مزاحًا ودّيًا بيني وبين السيد لقجع.” كما عبّر عن “تقدير كامل واحترام عميق” لمدينة بركان وسكانها، واعتذر “لجميع أبناء المدينة” عن أي سوء فهم نتج عن كلامه.

من جانب آخر، يطرح هذا الحادث تساؤلات أوسع حول طبيعة الخطاب السياسي المغربي في عصر وسائط التواصل السريعة، حيث يمكن لمزحة بسيطة أن تتحول إلى قضية رأي عام تتغذى على مشاعر الجهوية والهوية. كما يوضح مدى حساسية المواضيع المرتبطة بالإنتماء الجغرافي، حتى لو قيلت في سياق فكاهي.

كما أن التفاعل الجماهيري من بركان يكشف عن حرص ساكنة المدينة على الدفاع عن كرامتها: ليس فقط من خلال الالتزام بالمطالبة بتوضيح، بل أيضًا بإظهار أن ما قد يبدو مزحة لدى البعض يمكن أن يُفسَّر بشكل آخر لدى آخرين، خاصة إذا تضمنت تلميحات لمنطقة أو جماعة.

ختامًا، يبرز اعتذار ابن كيران كخطوة ضرورية — وربما مدروسة — لاحتواء الغضب وتخفيف التوتر. لكن الحادثة تبقى تذكيرًا بأن السياسي لا يملك فقط خطابًا بل مسؤولية، وأن روح الدعابة لا تخلو من مخاطِر حين تكون الجغرافيا والإنتماء جزءًا من التركيبة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى