إستثمار كبير يُخرج سوق لمهاية إلى الوجود… ورئيس جهة الشرق يؤكد على التنمية بالعالم القروي ،وسط تسائلات عن الحكامة والتدبير

وجدة : عصام بوسعدة

في إطار تتبع الأوراش ذات البعد التنموي، قام رئيس مجلس جهة الشرق، محمد بوعرورو، أمس الاثنين 15 دجنبر 2025، بزيارة ميدانية لمشروع بناء السوق الأسبوعي سيدي موسى لمهاية بعمالة وجدة أنكاد، وذلك للوقوف على مستوى تقدم الأشغال ومتابعة سير الإنجاز على أرض الواقع.
حيث يمتد هذا المشروع على مساحة تناهز ستة هكتارات، بغلاف مالي يقدّر بحوالي 28 مليون درهم، ويُرتقب أن يشكل بنية تجارية متكاملة، تضم فضاءات منظمة للتجار والجزارين، ومرافق مخصصة لبيع مختلف أنواع المواشي. ويُنتظر أن يحتل السوق مكانة بارزة ضمن الأسواق الأسبوعية بالمنطقة، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي واستقطابه مرتادين من عدة جماعات ترابية مجاورة، فضلاً عن دوره المحوري خلال فترة عيد الأضحى.
وخلال هذه الزيارة، شدد رئيس مجلس الجهة على أهمية إنجاز مشاريع تستجيب لحاجيات الساكنة وتحترم معايير الجودة والسلامة، مؤكداً التزام المجلس بدعم البنيات التحتية المهيكلة، وجعل تنمية العالم القروي أولوية استراتيجية من شأنها تحفيز النشاط الاقتصادي وتعزيز العدالة المجالية.
غير أن هذا المشروع، ورغم ما يحمله من رهانات تنموية واعدة، يثير في المقابل جملة من التساؤلات المرتبطة بالحكامة والتدبير، باعتبارهما عاملين حاسمين في ضمان نجاحه واستمراريته. وتبقى أسئلة التسيير مطروحة بإلحاح، من قبيل الجهة التي ستتولى إدارة السوق، ومعايير الاستفادة من فضاءاته، وقيمة الرسوم المفروضة على التجار، ومدى مراعاتها لوضعية التجار الصغار، حتى لا يتحول المشروع من رافعة للتنمية المحلية إلى عبء إضافي يثقل كاهلهم.
ويظل الرهان الحقيقي، بعد زيارات المسؤولين وانتهاء الأشغال، هو مدى قدرة سوق سيدي موسى لمهاية على الانتقال من منطق “البناء والتشييد” إلى منطق “النجاعة والفعالية”، والتحول إلى نموذج ناجح ينهي مظاهر العشوائية، ويحسن ظروف الاشتغال، ويوفر فضاءً منظماً وآمناً يرقى إلى انتظارات الساكنة وحجم الاستثمار العمومي المرصود له.




