أمطار الربيع تنعش أسواق الحبوب والقطاني وتخفض الأسعار

أخذت الأسواق المغربية في جني ثمار أمطار “اللحظة الأخيرة” التي أنقذت الموسم الفلاحي الماضي على أبواب فصل الربيع، حيث انعكس ذلك بشكل مباشر على وفرة الإنتاج وتراجع أسعار معظم الحبوب والقطاني في أسواق الجملة، بما يصل إلى 10 دراهم في بعض المواد، وهو ما خلق انتعاشة واضحة في المعاملات اليومية.

في سوق مراكش للحبوب والقطاني، ارتسمت ملامح الارتياح على وجوه التجار، إذ إن انخفاض الأسعار ساهم في تحريك الطلب من طرف الزبناء، وفتح المجال لهوامش ربح أوفر مقارنة بسنوات الجفاف التي أرهقت الجميع. ويؤكد العاملون في هذا القطاع أن تدفق محصول هذا العام ساعد على تحقيق وفرة ملحوظة، لتبدو الأسعار أفضل بكثير مما كانت عليه في العام الماضي.

القمح الذي كان يتأرجح بين 5 و6 دراهم للكيلوغرام في السنوات الأخيرة، صار يُعرض حالياً ما بين 4 و4,5 دراهم. أما الشعير فقد أصبح في متناول المستهلكين بسعر لا يتجاوز 5 إلى 5,5 دراهم، بينما تراجعت أسعار “الفارينة” من 4 إلى 3 دراهم. غير أن التراجع الأكبر سُجل على مستوى الذرة والقطاني، إذ انخفض سعر الذرة المحلية من 12 درهماً إلى ما بين 8 و8,5 دراهم، في حين هوى العدس من 30 درهماً إلى نحو 20 درهماً للكيلوغرام. وبالنسبة للحمص الذي كان قد قفز قبيل شهر رمضان إلى 25 درهماً، فقد عاد ليستقر عند 10 إلى 11 درهماً فقط.

ويعود هذا التحسن اللافت، وفق ما يؤكده المهنيون، إلى ارتفاع المحاصيل المحلية في مواد اعتاد المغرب الاستعانة بالاستيراد لتغطية حاجياته منها، خاصة الحمص والعدس، حيث سجلت وفرة نسبية أسهمت في إعادة التوازن إلى السوق. مناطق زمران والغرب والشاوية برزت كمحاور إنتاج رئيسية، فيما واصل محصول الرحامنة تراجعه.

ورغم أن الموسم الفلاحي الحالي وُصف من طرف وزير الفلاحة أحمد البواري بأنه “متغير” بسبب محدودية المساحات المزروعة من الحبوب الخريفية التي لم تتجاوز 32 مليون هكتار، إلا أن توقعاته تشير إلى بلوغ محصول الحبوب الرئيسية هذا العام 44 مليون قنطار، أي بزيادة تصل إلى 41 في المائة مقارنة بالموسم الماضي، وهو ما يعكس قدرة القطاع الفلاحي الوطني على التكيف ومواجهة تقلبات المناخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى