ألن تُعطى الفرصة للشباب حتى تمتلئ المقابر بالشيوخ؟

بقلم : علي شحتان

لن ينهض المغرب ما دام شبابه في الزاوية، مهمّشين، بينما القرارات تُحسم في غرف مغلقة لا يُسمع فيها سوى أصوات الشيوخ.

لماذا يُصرّ الشيوخ على التشبث بمقاعدهم، رغم أنهم أساؤوا تدبير مراحل حساسة، وأضاعوا على البلاد فرصًا تاريخية؟ لماذا يقاطعون كل مبادرة لتجديد الدماء، ويضعون العراقيل بدل أن يُؤطروا الجيل الجديد ويُهيّئوه لتحمل المسؤولية؟ هل يخافون أن يكشف الشباب حجم فشلهم؟ أم أن السلطة بالنسبة لهم غنيمة لا تُقسم إلا على أبناء نفس الدائرة؟

إن مستقبل المغرب لن يُصنع بأيدٍ مرتجفة تخشى التجديد، بل بعقول شابة، جريئة، صادقة، ومتصالحة مع طموحات الشعب. شباب هذا الوطن ليسوا قطع غيار ولا وقودًا يُستهلك ثم يُرمى، بل هم عقل الأمة وذخيرتها الحقيقية.

لقد حان الوقت ليتقاعد الشيوخ، ليس لأننا لا نُقدر تجربتهم، بل لأن التجربة تحوّلت إلى وصاية قاتلة، وأصبحت المقاعد محجوزة بأسماء أبدية، وكأن السياسة إرث عائلي أو ملك خاص. السياسة في المغرب اليوم تشبه مسرحية رديئة يُعاد فيها نفس الممثلين، فيما الشعب يختنق من الملل والخيانة

ومع ذلك، المسؤولية لا تقع على الشيوخ وحدهم. الشباب أيضًا يجب أن يفهموا أن انتظار “التوريث” أو “المناداة عليهم” وهم في الظل، وهم صامتون، وهم مستسلمون، لن يصنع مستقبلًا. إذا رفض الشيوخ إخلاء الساحة، فالمطلوب من الشباب أن يفرضوا أنفسهم بإنجازاتهم، بكفاءتهم، وبقدرتهم على رفع سقف النجاح. يجب أن يُظهروا أن المغرب لن يُبنى بالتبعية والخضوع، بل بالمسؤولية والجرأة والإبداع. التغيير لا يُمنح، بل يُنتزع.
والجيل الذي لا يفرض نفسه اليوم سيُدفن غدًا في نفس مقبرة الفشل التي يُديرها من سبقوه.

إن المغرب في حاجة إلى شباب لا يكرر الهزائم القديمة، والتاريخ لا يرحم: إما أن تُفتح الأبواب أمام شباب هذا الوطن، أو سيكتب التاريخ أن جيلاً بأكمله تم خنقه لصالح مصالح شخصية ووجوه عجوزة لا تشبع من السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى